جبل الاربعين

جبل الأريعين في دمشق  ومغارة الدم   
جبل الأربعين في قاسيون يقع أعلى دمشق حيث تقول أساطيره  بأنه شهد بداية الإنسانية .
لجبل "قاسيون" عند أهل دمشق مكانة مقدسة، فقد كان الجبل مكان سكنهم الأول منذ العصر الحجري القديم الأعلى، وهو مليء بالكهوف والمغاور التي عفا على بعضها الزمن أو خربتها يد الإنسان، حيث كان الجبل يشرف على بحيرة دمشق الكبرى، وفي نحو منتصف الألف السابعة قبل الميلاد جفت البحيرة وانتقل الإنسان من كهوف الجبل إلى واحة دمشق، وقد توارث الدمشقيون قصصاً وحكايات نسبوها إلى الأنبياء والأولياء والصالحين، وخصوا جبل "قاسيون" وكهوفه التي كان يحتضنها بكثير منها، ولم يبق من آثارها المعروفة إلا كهف الأربعين ومغارة الدم 
فدمشق التي تضم بين ربوعها أروع وأقدم قصص التاريخ والحضارات الساحرة، تحتفظ أيضا بأولى قصص البشر على سطح الأرض جرت أحداثها في كهف سمي "مقام الأربعين"، حيث قتل "قابيل" أخاه "هابيل" ولازالت صخور المقام تروي تفاصيل تلك الحادثة عبر قصص وأساطير حولت المكان رغم صعوبة الوصول إليه، إلى مقصد للآلاف السياح والمتعبدين من مختلف الأديان.

تسميته بجبل الأربعين
 هناك عدة روايات حوله!!. 
أولها أنه يضم رفات أربعين من الصالحين وتقول الحكاية أصابهم الجوع وكان لديهم رغيف واحد أخذ كل منهم يؤثر به صاحبه، حتى دار الرغيف على جميع ساكني المغارة من دون أن يأكله أحد منهم حتى ماتوا جميعاً جوعاً وبقي الرغيف

ويقال أيضاً أنه يعلو المغارة من الخارج أربعين محراباً، يرجعون إلى أنبياء يدعون "بالأبدال"، يقال أنهم كانوا رجالاً صالحين قاموا على حماية بلاد الشام، أتوا وتعبدوا في هذا المكان، وعندما حوصروا من قبل جنود الملك، شق الله تعالى لهم الجبل فخرجوا تاركين في هذا الشق الصخري القائم إلى هذا اليوم رائحة العنبر والمسك والطيب، ورمزاً لتواجدهم هنا نجد الأربعين محراباً، التي كانت سبب تسمية الجبل والمقام، ومما يؤكد ذلك حديث شريف عن "علي بن أبي طالب" يقول: "قال "رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأبدال في الشام هم أربعون رجلاً كلما مات رجلٌ أبدل الله مكانه رجلاً يسقي الغيث وينتصر على الأعداء ويصرف عن الشام بهم الأعداء"

وفي روايات أخرى يسمى المكان "مقام الأربعين" أو مغارة الأربعين، لأن سيدنا "يحيى بن زكريا" أقام هو وأمه فيها أربعين عاماً، وأن الحواريين الذين أتوها مع "عيسى عليه السلام" كان عددهم أربعين، وقد أنشئ ضمن المسجد المحدث أربعين محراباً نسبة إلى تلك الروايات. النتيجة أن المكان له صبغة دينية معروفة وهي من الأماكن المقدسة في جبل "قاسيون
مسجد  الاربعين 
ويقال أن في هذا المسجد صلى الكثير من الأنبياء وإليه لجؤوا من جور وظلم السلاطين والملوك ولجأ إليه الكثير من الرجال الصالحون، وفيه محرابان وعدد من الأضرحة لرجال صالحون و في هذا المسجد يكون الدعاء مقبولاً ويستجيب الله للداعي.
 تحتاج للوصول إلى المسجد إلى ما يعرف (بالسوزكي أو الهوندا او الفان ) ويمكن أن يوصلك أحد السرافيس إلى ما يقرب بربع المسافة تقريباً؛وأما عن طبيعة المنطقة هي بالطبع جبلية والمنازل مبنية بطريقة مخالفة وهو ما يعرف بالسكن المخالف أوالعشوائي وهي مكتظة بالسكان والبيوت متقاربة من بعضها البعض وهي قليلة الخدمات المدارس قليلة والمياه والهاتف والكهرباء يمكن الحصول عليها بصعوبة.وهي تطل على الشام بإطلالة رائعة ومذهلة وهى تعتبر واجهة الشام ولكن- أي واجهة- على أية حال عند وصولي إلى أول الجبل وجدت أدراجاً حديثة يجري بناؤها وبسور حديدي يحيط بالدرج؛ سابقاً كان الوصول إلى ذلك المكان أي جامع الأربعين، مشياً على الأقدام على صخور الجبل؛ المكان يتبع لوزارة الأوقاف وهي المعنية بالمباشر بالإشراف عليه
ويوجد في المكان ضريحان لخادمي المسجد في الماضي وهما حسب رواية المشرف عن المكان: هما ضريح ل محمد أمين والثاني لخالد نجي .

مغارة الدم أو الأربعون 
دعي بمغارة الدم لأن فيها صخرة عليها مساحة لونية حمراء تمثل الأداة التي قتل بها قابيل آخاه هابيل حسب الأسطورة  وفي المغارة شق يتساقط منه قطرات الماء و الأسطورة تقول أن قابيل قتل أخاه هابيل في هذا المكان فشهق الجبل لهول الجريمة و تظهر مغارة صغيرة على شكل فم نتيجة شهقة الجبل. وحسب الاسطوره  فإن قابيل قتل أخاه هابيل في هذا المكان ليشهد أول جريمة قتل في التاريخ الإنساني فبكى الجبل لهول هذه الجريمة وبقيت دموعه (حتى الآن) تتقاطر، وفتح الجبل فيهه(فمه) يريد أن يبتلع القاتل ففر وفي كلام آخر أنه أي الجبل شهق من هول ما رأى (جريمة القتل ) ومعالم الفم ظاهرة وقام جبريل برفع الجبل الذي أراد أن يطبق على قابيل الذي قتل أخاه هابيل وتظهر معالم الأصابع واضحةً في الجبل وقيل أنه في يوم من الأيام كاد أن يسقط سقف مغارة الدم على أحد الأنبياء فقام سيدنا جبريل عليه السلام بوضع كفه على سقف المغارة فمنعه من السقوط, وبقي أثر كفه في سقف المغارة، وبجواره توجد كلمة الله بارزة على الصخر. ويوجد قطعة من الحجر التي يقال أن قابيل قتل أخاه هابيل فيها ولا تزال موجودة في هذه المغارة منذ ارتكاب هذه الجريمة. ويوجد محرابان يعتقد أنهما للنبي ابراهيم والآخر للخضر قيل أنهما كانا هنا في الماضي وكانا يصليان كل في محرابه ، فالمحراب الأول للنبي ابراهيم والثاني للخضر

المغارة  والجبل في الرويات التاريخية والمعاصر

ماورد في كتاب تاريخ دمشق الكبيرلابن عساكر:
(أن إلياس إختبأ من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله تعالى الملك ووَّلاه غيره فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم ).
مكان الأنبياء:
وبمكان أخر:
 سمعت علي بن أبي طالب يقول سمعت رسول الله (ص)،وسأله رجل عن دمشق -وقال تمام بن محمد عن الأثارات  بدمشق – فقال بها :وقال تمام –لها جبل يقال له قاسيون فيه قتل ابن آدم وفي أسفله وبالقرب منه ولد ابراهيم وفيه آوى الله تعالى عيسى بن مريم من اليهود وما من عبد أتى معقل روح الله فاغتسل فصلى ودعا لم يرده الله تعالى خائب، فقال: يا رسول الله صفه لنا قال :(هو  بالغوطة مدينة يقال لها دمشق وهو جبل وقال تمام أزيدكم أنه جبل كلمه الله تعالى، فيه ولد أبي إبراهيم ممن أتى –وقال ابن الأكفاني –هذا الموضع فلا يعجز من الدعاء فقام - وقال: - ابن الأكفاني – رجل وقال أكان ليحيى زاد بن ناصربن زكريا، فقال: احترس فيه يحيى من رجل من قوم عاد – في الغار الذي تحت دم  ابن آدم المقتول وفيه احترس إلياس من قومه وفيه صلى إبراهيم ولوط وموسى وعيسى وأيوب فلا يعجزو من الدعاء وزاد ابن الأكفاني وربنا يسمع الدعاء.

ويروي أنه موضع الحاجات من الله تبارك تعالى لا يرد الله سائلاً .

وروي  أن عمر بن عبد العزيز صعد على موضع الدم يسأل الله تبارك وتعالى أن يسقينا فسقانا.

وكذلك فعل معاوية بن أبي سفيان وفي خلافة هشام صعدوا إلى موضع قتل ابن آدم فسأل الله تعالى أن يسقينا المطر فسقانا .

عن ابن عباس يقول سمعت رسول الله يقول: اجتمع الكفار يتشاورون فيَّ ، فقال (ص) يا ليتني بالغوطة بمدينة يقال لها دمشق حتى أتي موضع مستغاث الأنبياء حيث قتل ابن آدم أخاه فأسال الله أن يهلك قومي فإنهم ظالمون.

ابن جبير الأندلسي حوالي:

( وبجبل قاسيون أيضاً لجهة الغرب , على مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك , مغارة تعرف بمغارة الدم , لأن فوقها في الجبل دم هابيل قتيل أخيه قابيل ابني آدم , صلى الله عليه وسلم , يتصل من نحو نصفا الجبل إلى المغارة , وقد أبقى الله منه في الجبال آثاراً حمراً في الحجارة تحك فتستحيل , وهي كالطريق في الجبل , وتنقطع عند المغارة , وليس يوجد في النصف الأعلى من المغارة آثار تشبهها , فكان يقال : إنها لون حجارة الجبل , وإنما هي من الموضع الذي جر منه القاتل أخيه حيث قتله حتى انتهى إلى المغارة , وهي من آيات الله تعالى, وعليها مسجد قد أتقن بناؤه , وتصعد إليه على أدراج ).

الرحالة ابن بطوطة خلال زيارته لدمشق عام 1324م :

( مغارة الدم وفوقها بالجبل دم هابيل ابن آدم عليه السلام , وقد أبقى الله منه في الحجارة أثراً محمراً , وهو الموضع الذي قتله أخوه به واجتره إلى المغارة وعليها مسجد متقن البناء يصعد إليه على درج ).
الأستاذ الراحل "محمد أحمد دهمان" مؤرخ "دمشق" كتب في إحدى مؤلفاته:
. «للجبال أثر كبير في التاريخ الديني، فجبل "سرنديب" هبط عليه "آدم" أبو البشرية، وسفينة "نوح" استوت على جبل "جودي"، والفتية الذين آمنوا بربهم أووا إلى الكهف في جبل "الرقيم"، و"موسى بن عمران" كلمه الله تعالى على جبل "طور"، و"عيسى" وأمه أويا إلى "الربوة"، و"جبريل" الملك جاء بالرسالة إلى سيدنا محمد عليه السلام في جبل "حراء"، واختبأ الرسول صلى الله عليه وسلم مع "أبي بكر" في جبل "ثور" حين لحق بهما كفار قريش، إذاً من الطبيعي أن تتأثر باقي الجبال بهذه القصص والحوادث فتنسج حولها الأحاديث والقصص وتصبغ بالصبغة الدينية المقدسة، وقد استطاعت "دمشق" أن تلفت أنظار العالم الإسلامي وأن تظهر بالمظهر المقدس حتى صارت رابع المدن المقدسة، واستأثر جبلها الخالد "قاسيون" بالحصة الكبرى من الصفات والقصص ومنها "مغارة الدم" وهي إحدى أهم المشاهد المقدسة في جبل "قاسيون,
,
ويقول الفنان التشكيلي  "فرج شماس" ايضا  في نص كتبه عن المغارة باسم "بورتريه مكان": «لجبل "قاسيون" عند أهل دمشق مكانة مقدسة، فقد كان الجبل مكان سكنهم الأول منذ العصر الحجري القديم الأعلى، وهو مليء بالكهوف والمغاور التي عفا على بعضها الزمن أو خربتها يد الإنسان، حيث كان الجبل يشرف على بحيرة دمشق الكبرى، وفي  نحو منتصف الألف السابعة قبل الميلاد جفت البحيرة وانتقل الإنسان من كهوف الجبل إلى واحة دمشق، وقد توارث الدمشقيون قصصاً وحكايات نسبوها إلى الأنبياء والأولياء والصالحين، وخصوا جبل "قاسيون" وكهوفه التي كان يحتضنها بكثير منها، ولم يبق من آثارها المعروفة إلا كهف الأربعين ومغارة الدم, فتتقع مغارة الأربعين وفي جوارها مغارة الدم، في الجهة الشرقية من ذروة الجبل، يضم رفات أربعين من الصالحين وتقول الحكاية أصابهم الجوع وكان لديهم رغيف واحد أخذ كل منهم يؤثر به صاحبه، حتى دار الرغيف على جميع ساكني المغارة من دون أن يأكله أحد منهم حتى ماتوا جميعاً جوعاً وبقي الرغيف، أما مغارة الدم فيقال بأن "قابيل" قتل أخاه "هابيل" في هذا المكان، وماتزال آثار الدماء بادية على شكل عروق من التراب الأحمر في الصخر وقد شيد لاحقاً مسجد ومقام بحفظ المغارتين

 #توعية #سياحة #آثار #سورية #دمشق #مقام #الأربعين #مسجد #مغارة #قابيل #هابيل # محراب #أسطورة #تاريخ #روايات #مغارة_الدم #جبل_الأربعين 
 #tourism #z #Syria #history #realize #Damascus #cave #housing #legend #novel #story #the_cave_of_blood

تعليقات

المشاركات الشائعة