قلعة الحصن

#قلعة_الحصن #حصن_الأكراد #قلعة_الفرسان
(crac des chevaliers)
قلعة الحصن أشهر قلاع القرون الوسطى في العالم و أروع ما ابتدعته فنون العمارة العسكرية، تقع على بعد 65 km غربي حمص و 75km جنوب شرق طرطوس أي تتوسط مدينتي حمص و طرطوس تقع في بلدة الحصن في منطقة وادي النصارى في محافظة حمص  إلى الجنوب من مشتى الحلو التي تبعد عنها 30km،وهي على ارتفاع 650m عن سطح البحر، مساحتها3000متر مربع ،تضم 13برجاً ضخماً،و لموقعها أهمية استراتيجة حيث تتحكم في الممر المسمى فجوة حمص بوادي العاصي إذ كان من يسيطر على هذه الفجوة يتمكن من التحكم بسورية كلها لأنه يعزل داخل البلاد عن واجهتها البحرية فأقامتها الدويلات الصليبية كنقطة أساسية في سلسلة القلاع الساحلية الأخرى.
تحكي هذه القلعة تاريخ قرنين من نزاع ضارٍ و دامٍ ،فهي بحجمها و منعتها وكمال بنيانها و عنف المعارك التي استهدفت السيطرة عليها كان الصراع في ذاك العصر على أشده بين غزاة غرباء أرادوا البقاء في مستعمرات أقاموها بعيداً عن بلادهم و بين جيوش عربية إسلامية استبسلت لاسترجاع أرضها
شيدت القلعة على أنقاض حصن كردي قديم لذلك سماها الفرنجة(كراك/krak/crac)
في عام 1142، أُعطيت القلعة لريموند الثاني أمير طرابلس الذي حولها إلى "فرسان المشفى" وسبب التسمية إقامة حامية من المتطوعين لأعمال الطبابة إبان الحقبة الصليبية داخل القلعة، وقد بقيت في حوزته حتى سقطت في 1271م وأصبحت تعرف باسم كراك دو أوسبيتال (بالفرنسية: Crac de l'Ospital)؛ وقد صيغ الاسم إلى قلعة الحصن (بالفرنسية: Krak des Chevaliers)  (Crac des Chevaliers)في القرن التاسع عشر
الاسم الحالي هو قلعة الحصن ، ومعناه بالعربية "قلعة المعقل"، وهو مستمد من اسم أحد الأسماء السابقة للقلعة والتي كانت تسمى «حصن الأكراد» ، ومعناه "معقل الأكراد "الذين سكنوا القلعة سابقاً.
تعد قلعة الحصن نموذجاً كاملاً للقلاع العسكرية المحصنة اتخذت شكل مضلع غير منتظم طول قطره الكبير 200م والصغير 140م. تبلغ مساحتها 3000متر مربع .
 لم يستكمل بناء القلعة دفعة واحدةو إنما تم بناؤها على شكل مراحل مختلفة، فقد شيد المرداسيون الحصن عام 1031 من قبل شبل الدولة نصر بن صالح المرداسي(أمير حمص) فأقام فيها حصناً صغيراً كان هدفه حماية طريق القوافل التجارية القادمة من سواحل بلاد الشام إلى داخل بلاد الشام و مراقبتها.
وقد حاول المسلمون استعادة القلعة عدة مرات فحاصرها سلطان حلب السلجوقي ألب أرسلان لفترة قصيرة سنة 1115 م ولم يستطع تحريرها.
تعرضت القلعة لزلزال عام 1157م والذي دمر أيضآ العديد من المباني في بلاد الشام،كما أصابها زلزال شديد عام 1169 م, فلم يبقى فيها سور قائم مما دعا الصليبيون لتجديدها ثانية وترميم الأجزاء المنهارة منها وزيادة تحصيناتها. قام العرب بمحاولات عدة لاستعادة القلعة فقد حاول السلطان نورالدين الزنكي تحرير القلعة مرتين عام 1163-1167 م,وقد جرت المعارك مع الصليبين في سهل البقيعة جنوب شرق القلعة،كما حاصرها السلطان صلاح الدين الأيوبي حوالي عام 1188م, أثناء مرور جيشه لاستعادة الساحل السوري دون تحريرها.
وفي عام 1201 م, أصاب القلعة زلزال ثالث مدمر أحدث فيها أضراراً واسعة وبعد هذا الزلزال بدأ الطور الثالث من إعمار القلعة نتجت عنه حلقة الدفاع الخارجية والجدار المنحدر الضخم في الجهة الجنوبية والمستودع خلف الواجهة الجنوبية.
قام السلطان المملوكي الملك الظاهر بيبرس بأول محاولة لتحرير القلعة من الصليبيين عام 1267 م,بعد أن حرر كل الحصون والأبراج المجاورة والقريبة منها كما قام بالهجوم مرة أخرى عام 1269 م.
أعد الملك الظاهر بيبرس العدة والعتاد لاقتحام القلعة وبدأ الحصار الرسمي للقلعة في عام 1271 م، ومن ثم سقطت القلعة بيد الملك الظاهر بيبرس الذي أمر بتجديد ماتهدم من القلعة ووضعها في الخدمة وجعلها مركزاً لنائب السلطنة فقام المماليك خلال هذه الفترة بإضافة أبراج  ومنشآت وعلى الأخص في الواجهة الجنوبية التي تم تدعيمها بواسطة برج الملك الظاهر بيبرس كذلك أضاف السلطان سيف الدين قلاوون برج مستطيل ضخم بارز على الجهة الجنوبية للسور الخارجي ومؤرخ عام 1285م,كما أضافوا الحمامات وبعض الأجزاء الأخرى كالجهة الشرقية الشمالية،وقام حاكمها الجديد صارم الدين قايمار بأعمال إصلاح النطاق تحت الإشراف المستمر للسلطان الملك الظاهر بيبرس.
 وكانت قلعة الحصن واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في بلاد الشام في عهد السيطرة الفرنسية .
فهي رائعة جداً تدهش زائريها و تولد في نفسهم الحيرة من حيث طريقة بنائها وهندستها العسكرية الرائعة حيث تتكون من طابقين يضمان معبد القلعة و اسطبلات الخيول و قاعة الفرسان و مهاجع الجنود و قاعات الطعام و مخازن المؤونة و الفرن ومعصرة ومخازن الزيت ، كانت تتسع لخمسة آلاف جندي مع خيولهم وكان لديهم من المؤن في مخازن القلعة مايكفيهم للبقاء داخلها خمس سنوات كاملة .
و يعتبر السور الداخلي قلعة بحد ذاتها يفصلها عن السور الخارجي خندق مائي محفور في الصخر حولت إليه أقنية تنقل مياه المطر ، وفيها 21بئر لتجميع مياه الأمطار وتم تصميم الأسطح و قنوات التصريف بشكل مائل حيث تتجه المياه إلى الآبار.

تعليقات

المشاركات الشائعة