اسواق حلب وسوق السقطية

من السقطية لكل حلب.. ومن حلب إلى كل العالم"
شعار ردد فيه بعد جهود حكومية وتعاون مع المنظمات الدولية والأهلية. واهمها الامانة السورية للتنمية وشبكة الاغا خان ووزارة الثقافة ووزارة السياحة ومنظمة اليونيسكو
تم اعادة افتتاح سوق_السقطية الأثري في مدينة حلب القديمة يوم الخميس الواقع في17/10/2019 بعد إنجاز أعمال الترميم والتأهيل
اذن ما نعرف عن اسواق حلب وسوق القسطية
وقد أخذت الأسواق شكلها الحالي مطلع الحكم العثماني.
وقد كانت تجارة حلب القديمة متمركزة في الأسواق والخانات التي كانت يسميها الحلبيون بالمْدينة, وتعتبر أسواق حلب من أجمل أسواق مدن الشرق العربي والإسلامي لما تمتاز به من طابع عمراني جميل إذ تتوفر نوافذ النور والهواء فتؤمن جو معتدل لطيف يحمي من حر الصيف ومن أمطار وبرد الشتاء , و يبلغ تعداد أسواقها 37 سوق ومجموع أطوال هذه الأسواق على الجانبين 15 كم ومساحتها 16 هكتار . ويعدّ السقطية واحدا من بين 37 سوقاً تحيط بقلعة حلب الأثرية واستقطبت قبل اندلاع الحرب في العام 2011 آلاف التجار والسياح. ويمتد السوق على طول نحو مئة متر في المدينة القديمة التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على قائمتها للتراث المهدد بالخطر جراء الأضرار والدمار والنيران التي لحقت بها خلال الحرب.
فقد كانت سقوف الأسواق من الحصر و القصب وعندما احترقت عام 1868 أمر الوالي ببنائها مع نوافذ سقفية.
أهم الأسواق وأشهرها في مدينة حلب . . . .
سوق الزرب : يقع في الجهة الشرقية للمْدينة وتعود تسميته إلى تحريف في اللغة نتج عن استعمال العثمانيين حرف الظاء بدلاً من الضاد العربية فاسم السوق الأصلي هو سوق الضرب حيث كانت تضرب به العملة المعدنية في العهد المملوكي وقبله ثم تطور تعبير سوق ( الظرب ) التركي ليصبح الآن سوق الزرب ويتألف السوق من ( 71 ) محلاً تجارياً ويمتهن أصحابها بيع المنسوجات وحاجات البدو .
واجهة مدخل السوق الشرقية زُيّنت بمثلث فوق المدخل يذكرنا بالنسب اليونانية وقد سقف السوق بقبو سريري ذي فتحات علوية .
سوق العبي : اسمه التاريخي سوق ( النشابين ) ويعتبر امتداداً لسوق الزرب نحو الغرب وهو أقصر منه اذ يحتوي على ( 53 ) محلاً تجارياً تتجر بالعبي وأنواع المنسوجات من مناديل وأقمشة … , وسقف السوق بقبو سريري له فتحات علوية .
سوق العطارين : واسمه التاريخي سوق ( الابارين ) و ينتهي بنهاية سوق اسطانبول الجديد , وان المهنة التاريخية لسوق العطارين هي بيع التوابل ومشتقاتها , وان تبدلت وظيفة العطارة لحساب تجارة الأقمشة إلى حد كبير إلا أن السوق بقي محافظاً على وظيفته الرئيسية فرائحة الفلفل والقرفة والبهار تختلط برائحة الزعتر الحلبي و الزهورات البلدية والبابونج, ويبلغ تعداد المحلات فيه (82) محلاً .
سوق القصابية : وهو سوق صغير ينتهي شمالاً بخان القصابية وجنوباً بقيسارة الجلبي , أغلب تجّاره يتاجرون بالأغذية وخصوصاً المكسرات ويسمى بائعها بالطواف .
سوق البهرمية : وهو امتداد لسوق السقطية تجاه الغرب سمي بهذا الاسم لوجود المدخل الرئيسي لجامع ومدرسة بهرام باشا(البهرمية) وان أغلب تجارة السوق هي الأغذية , ويبلغ تعداد المحلات (52) محلاً , هذا ويختلف سوق البهرمية عن الأسواق الأخرى القديمة بأن بعض أجزائه غير مسقوفة .
سوق باب إنطاكية : ويقع جنوب خانا التتن القديم والجديد , وظيفته التجارية غير مميزة ففيه بائعو الأقمشة والأغذية إضافة إلى نسبة كبيرة من صناع المهن اليدوية كالنجارين و الحذاءين . . . الخ .
سوق قره قماش : ينتهي هذا السوق بسوقي الزرب والعبي , وهذا السوق غير مسقوف لأنه يروى أن ملاكاً كبيراً هدمه في الأربعينيات ليبني على جانبيه بيوتاً سكنية فوق الدكاكين التي مازالت ماثلة حتى اليوم , إن التجارة الغالبة في السوق هي تجارة الأقمشة ولعل الاسم التركي ( قره قماش ) أي القماش الأسود يدلنا على عدم تبدل وظيفة السوق القديمة حيث كان يباع فيه الخمارات والعباءات ( الباشاية و الملاية ) .
سوق الدهشة : ويتفرع من سوق قره قماش وسبب التسمية يعود للدهشة التي كانت تنتاب المشاهد وهو يطوف أرجاء السوق قديماً لروعة وجمال وكثرة الأقمشة المعروضة والتي كانت تصدر إلى الشرق والغرب في عهد ازدهرت فيه التجارة في حلب ازدهاراً عظيماً , ولقد أخلص السوق لوظيفته القديمة فمازالت تجارة الأقمشة هي الوحيدة في الـ 49 محلاً الموجودة في السوق .
سوق الصابون : وهو المقابل لمدخل خان الصابون وأغلب تجارته الأقمشة والبسط ويبلغ تعداد المحلات (34) محلاً .
سوق الحراج : واصل التسمية بكسر الحاء وهو السوق الذي كانت تباع فيه أنواع الفحم والحطب الناتجة عن معاملة الحراج أي الغابات ويقع إلى الغرب من سوق الصابون وتتفرع عنه مجموعة أسواق البالستان , الصياغ ... وأغلب تجارته البسط والسجاد , ويبلغ تعداد المحلات فيه (33) محلاً .
سوق المناديل : ويصل سوق اسطانبول الجديد غرباً بنهاية سوق الصابون وباب خان الصابون شرقاً , وتتوزع على جانبيه مجموعة فعاليات منها (( مراحيض الأمير تعز )) وهي أقدم خدمات من هذا النوع في سورية وتتألف من فناء داخلي مفتوح تتوزع حوله كبائن الخدمات ولها غرفة للمشرف على نظافتها عند المدخل . وان المهنة التاريخية للسوق بيع المناديل وقد تغيرت كلياً لسببين الأول : لانتشار بيع المناديل إذ لم يعد بيعها خاص بالسوق وحده . الثاني : طغيان أنواع التجارة الأخرى وأهمها تجارة الذهب , ويبلغ تعداد المحلات (37) محلاً .
سوق الصياغ ( تجار الذهب ) : وهو اسم يطلق على عدة أجزاء منها سوقان متوازيان ممتدان بين سوق الحراج وسوق اسطانبول الجديد وبينهما فتحة تصلهما ببعضهما البعض , والجزء الثالث هو السوق الذي يدخل اليه من سوق المناديل , وان مجموع الدكاكين التي تنطوي تحت اسم سوق الصياغ هو (99) دكاناً .
سوق البالستان : ويسمى أيضاً بـ ( الباذستان )أو( البازرجية ) وهو موازي لسوق الصياغ ويصل بين سوق الحراج وسوق اسطانبول الجديد وان التجارة الغالبة فيه هي تجارة البسط والسجاد ويبلغ تعداد المحلات فيه (39) محلاً .
سوق الطرابيشية : ويسمى أيضاً بسوق ( القاوقجية ) ويقع على امتداد سوق الدهشة ومهنته التاريخية صناعة وبيع الطرابيش وقد اندثرت مع زوال عادة لبس الطربوش وحلت محله تجارة الأقمشة , ويبلغ تعداد المحلات فيه (63) محلاً .
سوق الدراع : يقع إلى الجنوب من سوق الطرابيشية ويوازيه , إن المهنة الحالية للسوق هي بيع وخياطة الأقمشة الرجالية فترى السوق وكأنه مشغل خياطة كبير تتوزع على جانبيه طاولات التفصيل المقابلة لكل دكان , ويتميز هذا السوق بأسلوب خاص بالإنارة إذ أن الخياطة تحتاج إلى إنارة مريحة للبصر , لذا فان النور الوارد من الفتحات العلوية كان يتم التحكّم به عن طريق لوحات عاكسة موضوعة تحت الفتحات يمكن تحريكها حيث تعمل على عكس النور الوارد من الأعلى فتجعله منتشراً بشكل مناسب , وسمي السوق بهذا الاسم لأن الدراع هو واحدة القياس المحلية ( يبلغ الدراع الحلبي 71سم ) , ويبلغ تعداد المحلات فيه (59) محلاً .
سوق اسطانبول الجديد : ويشغل أحد أهم مدخلين للمْدينة من الجهة الشمالية ويسمى أيضا بـ (سوق النسوان ) وهو السوق المفضل لتبتدئ به السيدات زيارتهنّ للمْدينة , وان مدخل الجامع الكبير من الجهة الشرقية يقطعه في منتصفه , وان أغلب تجارة السوق هي الأقمشة ومشتقاتها إضافة إلى النوفوتية بأنواعها , ويبلغ تعداد المحلات فيه (91) محلاً .
سوق الصرماياتية : ويسمى بـ ( سوق النعال ) أو ( سوق القوافين ) وهو ملاصق للجدار الجنوبي للجامع الكبير وأغلب تجارته ما تزال الأحذية الشعبية وبالأخص الأحذية الحمر التي تشتهر حلب بصناعتها , ويتميز هذا السوق بضيقه وصغر دكاكينه التي تبلغ في مجموعها مع دكاكين سوق الحبال (88) محلاً .
سوق الحبال : ويمتد غرب سوق الصرماياتية , يعرف بتجارة الحبال , هذا ويتميز بضيقه وصغر دكاكينه التي تبلغ في مجموعها مع دكاكين سوق الصرماياتية (88) محلاً , وقد يطلق أيضا تسمية سوق الحبال على السوق المقابل لخان الحبال ( خان فرنسا ) المؤلف من (49) دكاناً والتي تعرف بتجارة الخيش والحبال .
سوق الباتية : ويقع إلى الجنوب مباشرة من سوق الحبال ويوازيه وأغلب تجارته الأقمشة , ويبلغ تعداد المحلات فيه (50) محلاً .
- سوق العتيق : ويمتد غرب الباتية موازياً الجزء الثاني من سوق الحبال , أغلب تجارته الجلود الخام , ويبلغ تعداد المحلات فيه (48) محلاً.
سوق الحور : ويوازي سوق الحبال على محور الباتية – العتيق نحو الغرب واسمه يدل على أنه كان يختص ببيع خشب أشجار الحور قبل أن تفقد هذه التجارة أهميتها , ويبلغ تعداد المحلات فيه (44) محلاً .
سوق الفرايين : ويشكل محور دخول رئيسي للمْدينة من جهتها الجنوبية ويرتبط اسمه باسم خان الفرايين الملاصق للسوق , وان الفرايين من الأسواق التي مازال بعض محلاتها محافظة على مهنتها التاريخية في تجارة الفرو , ويبلغ تعداد المحلات فيه (77) محلاً .
سوق الحمام : وقد كان في الأصل حماماً يسمى ( حمام الدلية ) ويدل على ذلك تكوينه الداخلي الذي يشعرك بأن الدكاكين الموجودة الآن لم تكن سوى خلوات (( الوسطاني و الجوّاني )) , ويختص سوق الحمام بتجارة الأقمشة , ويبلغ تعداد المحلات فيه (26) محلاً .
سوق ماركوبولي : أو ( المركوبلي ) باللهجة الحلبية وهو السوق الذي يربط سوق العطارين شمالاً بمدخل خان العلبيّة جنوباً , ويشتهر بتجارة الأقمشة ويبلغ تعداد المحلات فيه (29) محلاً .
سوق الجوخ : يلاصق خان العلبية من الجهة الشمالية ويشتهر ببيع المنسوجات ويتميز هذا السوق باتساعه وشدة انتظامه , ويبلغ تعداد المحلات فيه (40) محلاً .
سوق اسطانبول العتيق : ويأخذ شكل الحرف ( L ) ضلعه القصير يصب في سوق العطارين والطويل في سوق خان النحاسين وتعرف دكاكينه بتجارة الأقمشة النسائية , وللسوق اسم طريف تطلقه العامة وهو سوق ( اتفضّلي ) وتعود هذه التسمية لكثرة عبارات الترحيب التي يطلقها التجار لجلب انتباه السيدات المتجولات في السوق , ومن الجدير بالذكر أن دكاكين هذا السوق لا تُغلَق بل أن السوق هو الذي يغلق مساء من مدخليه وتبقى بضائع التجار وحاجاتهم على ما هي عليه حتى صباح اليوم التالي , ويبلغ تعداد المحلات فيه (38) محلاً .
سوق الشام : يلاصق خان النحاسين من جهته الشمالية وتعرف محلاته بتجارة الأقمشة ويبلغ تعداد المحلات فيه (38) محلاً .
سوق خان الجمرك : يلاصق خان الجمرك من جهته الشمالية ويتم دخول هذا الخان من منتصفه وتعرف دكاكينه بتجارة الأقمشة , ويبلغ تعداد المحلات فيه (55) محلاً .
سوق خان الحرير : ويشكل إحدى مداخل المْدينة من الجهة الشمالية وأغلب السوق غير مغطى , وتعرف دكاكينه بتجارة الأقمشة , ويبلغ تعداد المحلات فيه (43) محلاً .
سوق الحدادين : ويشكل إحدى مداخل المْدينة من الجهة الشمالية وله ضفّة واحدة هي الغربية لأن ضفته الشرقية هي الجدار الغربي للجامع الكبير , والمهنة الغالبة على السوق هي الحدادة العربية [ كصناعة الفؤوس , الأزاميل , المسامير ( وقد كان السوق يحمل اسم سوق المسامير ) بالإضافة إلى التنك كالصفائح والبراميل والعلب . . . الخ . ] , ويبلغ تعداد المحلات فيه (37) محلاً .
سوق أرسلان دادا : ويسمى أيضاً بسوق أصلان دادا باسم باني الجامع المجاور ويشكل إحدى مداخل المْدينة الشمالية وهو يلاصق الجدار الشرقي لخان الصابون وتعرف دكاكينه بتجارة الأقمشة والجلود , ويبلغ تعداد المحلات فيه (33) محلاً .
سوق خان النحاسين : ويسمى أيضاً ( المحمص ) ومنه يُدخل لخانات النحاسين , البرغل , العبسي . نصفه الشمالي فقط مسقوف , وتعرف دكاكينه بتجارة الأحذية الحديثة والتقليدية الحلبية , ويبلغ تعداد المحلات فيه (84) محلاً .
اذن فتعود أصول أسواق "حلب" إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد أي إلى عهد "ياريم ليم" ملك "حلب" فقد أقيمت المحال التجارية على طرفي الشارع المستقيم الذي يمتد بين "باب إنطاكية" ومعبد القلعة حيث كان الحجاج يأتون إلى "حلب" بغية زيارة الإله الحلبي الكبير "حدد"، و"باب الجنان" بحلب هو أول سوق هال في التاريخ، ويرتقي بناء هذه الأسواق الموجودة اليوم إلى "نور الدين زنكي" ثم توسعت في العهد الأيوبي ثم في العهدين المملوكي والعثماني.
حيث كانت الأقمشة والملابس والأحذية والأنواع المختلفة من القبعات والحلي منذ القرن السادس عشر هي السلع الرئيسية المباعة في الأسواق وكانت البهارات والسجاد تحتل مكانة هامة ومع تحديث موضات الحياة اندثرت معظم الملابس التقليدية ما عدا الألبسة المخصصة لأهل البادية أو للمجموعات المتمدنة المحافظة، أما صابون "حلب" الغار فهو مشهور جداً في كل أسواق العالم ويُصدّر بشكل واسع وما زال أحد الأسواق الحلبية يحمل اسم "سوق الصابون" رغم أنّ هذا المنتج لم يعد يباع فيه منذ زمن بعيد، وفي العهد العثماني 1516 -1918 كانت "حلب" تشكل المدينة الرئيسية للتجارة بين بلاد الشرق والغرب وإذا كانت السفارات الغربية واقعة في استانبول فإنّ المهام القنصلية الرئيسية كانت تتم في "حلب"، وابتداءً من القرن الثامن عشر بشكل خاص بدأ القناصل والتجار الأوروبيون يتمنون السكن في "حلب" مع عائلاتهم مؤسسين بذلك سلالات راسخة.
فلقد تالفت هذه الأسواق تيهاً معقداً من طرق متصالبة أو متوازية يمتد مجموعها على مسافة 15 كم ويحمل كل سوق اسماً خاصاً به مثل "سوق الفرائين" و"سوق السراجين" و"سوق الزرب" و"سوق العطارين" و"سوق العبي" و"سوق الخيش"، غير أنّ هذه الفعاليات الخاصة بهذه الأسواق والتي منحت الأسواق أسمائها قد اندثرت في معظمها كصناعة العبي والأحذية الحمراء /الصرامي/ حتى إن الحبال لم تعد تصنع من القنب بل من النايلون، ويتمم هذه الأسواق المختلفة سوق خاص بالمطاعم والحلويات هو "#سوق السقطية" حيث تتصاعد روائح شواء اللحم من الدكاكين

سوق السقطيّة

سوق السقطيّة : ويمتد غرب سوق العطارين وترتبط في ذهن الحلبي السقطية بالأكلات الشعبية المعمولة على أُصولها فإذا أردت تذوق الفول المدمس أو القطايف أو الكنافة فاقصد السقطيّة , وهي سوق طويل بأجزاء ثلاث يباع فيها أنواع الأطعمة من أرزاق ناشفة ومعجنات (( مواد أولية لصنع الحلويات )) حتى الخضار والفواكه , ويبلغ تعداد المحلات (86) محل .
يعتبر السوق من أهم مقاصد السياحة الثقافية حيث يعود بتاريخه ل 1100 عام ويعد من أقدم الأسواق المغطاة في العالم متضمناً 53 متجراً للمأكولات واللحوم والتوابل والنسيج والزيوت والصابون وغيرها من المنتجات التي صنّعها حرفيّو حلب عبر التار
الوصف المعماري للسوق
تحقق في عمارة هذه الأسواق ما تحقق في مجمل العمارة الإسلامية المدنية فنظراً لكونها تتمركز في التجمعات السكنية فإنها تنفتح إلى الداخل وتلك من أوضح السمات في الهوية المعمارية الإسلامية /أي سمة الانفتاح على الداخل/ فالمدينة الإسلامية عادة مدينة متقاربة ومتجاورة بشدة في مجمل تكويناتها المعمارية فالبيوت متلاصقة جداراً بجدار ومتعانقاً باباً بباب وبالرغم من هذا التكتل الكثيف إلا أنّ ثمة انفتاحات داخلية عبر الفناءات الملتحمة مباشرة بسماء عالية وواسعة ومتفردة وتلك سمة معمارية إسلامية تلمس بقوة في عمارة الأسواق ففي الوقت الذي تنفتح فيه على بعضها ويفضي أحدها إلى الآخر فهي تنغلق معمارياً على الخارج الذي يصله بها تلك الأبواب الضخمة التي تُقفل في نهاية يوم من البيع والشراء.
وبالرغم من أنّ بعض المستشرقين الذين مروا بأبحاثهم بهذه العمارات الإسلامية اعتقدوا أنّ بنية السوق الإسلامية قد أُخذت من المدن الرومانية "فقد كانت الأسواق في المدن الرومانية تقام حول الميدان Forum والمعابد والكنائس ثم أنشئت الدكاكين على جانبي الشوارع
وشاع ذلك في العصر البيزنطي*"، غير أنّ السوق الإسلامية تعتبر مرحلة متطورة على ذلك، مرحلة تسربت فيها القيم الإسلامية في طريقة الإخراج المعماري كما تداخلت في عصب الوظيفية معطية بالنتيجة تخطيطاً مدنياً إسلامياً مرتبطاً بحياة المجتمع وحركته الشاملة.


موضوعياً ليس هناك عمارة حضارية مستمرة بدأت من الصفر تماماً فقد أخذت هذه الأسواق بعض الأشياء والعناصر المعمارية والتي سبق وجودها في العمارة البيزنطية والرومانية وأدخلتها في رؤية تخطيطية وتشكيل معماري مختلف وذلك ما يؤسس لدعوة إلى نقد الرؤى الاستشراقية العابرة سريعاً في عمارتنا ولا سيما ما ذكره "ستيرن" و"سوفاجيه" من إحالتهم التكوينات المدنية الإسلامية مثل الأسواق إلى أصولها اليونانية

ترميم السوق
ان أعمال ترميم السوق تتضمنت إعادة تأهيل الواجهات الحجرية والقباب والبنية التحتية التي تضم شبكات الماء والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي بهدف إعادة الألق لهذا السوق والحفاظ على هويته وطابعه العمراني دون الدخول إلى المحلات لأنها ملكيات خاصة حيث تعرض السوق لأعمال تخريبية كبيرة جراء الإرهاب.
وايضا تم تنفيذ أعمال نوعية كإعادة تركيب وتأهيل القباب التي تعرضت للتهديم وذلك بخبرات وطنية ومحلية وبإشراف من مجلس مدينة حلب ومديرية الآثار والمتاحف لافتا إلى أن القباب نوعان منها الحجرية وأخرى مصنوعة من القرميد الأحمر حيث تمت إعادة ترميمها وبنائها إضافة لترميم الواجهات وتعويض الفاقد بحجارة من نفس النوع وطبقا للمواصفات المتبعة للترميم في مدينة حلب القديمة ومديرية الآثار.
كما شملت اعمال الترميم لسطح السوق الذي يطل على قلعة حلب والمدينة القديمة بأكملها والتي تشمل صب عدسة جديدة لكامل السطح وبمونة تقليدية إضافة لأعمال العزل وإزالة جميع التعديات التي كانت موجودة بهدف إعادته لألقه من جديد وإعادة بناء القباب وتركيب ألواح الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء وتأمين الإضاءة للمحال التجاري

#دمشق #أميلا #سوريا #حقائق #تاريخ #مقال_مدونة #توعية_سياحية #حلب #سياحة #سوق_السقطية #اسواق_حلب #Damascus #Amela #Syria #Facts #Article #Blog #Tourism #Awareness


تعليقات

المشاركات الشائعة